أعلان الهيدر

الأربعاء، 16 ديسمبر 2020

الرئيسية السلامة والصحة المهنية و تأمين بيئة العمل

السلامة والصحة المهنية و تأمين بيئة العمل

 

السلامة والصحة المهنية و تأمين بيئة العمل

 مقدمة عن علم السلامه والصحه المهنيه وتأمين بيئه العمل :-

 لا شك أن موضوع الأمن الصناعي وحماية العاملين والموظفين من أخطار العمل والأمراض المهنية يعتبر من الموضوعات القديمة قدم الإنسانية، ذلك لأن هذا الموضوع  يرتبط ارتابطا مؤكدا من اصحاب المشاريع اتجاه العاملين لديهم. ومهما اختلف طرفي العملية الإنتاجية في وجهات النظر فإنهما دائما بينهما هدف واحد متفقان عليه منذ بداية العلاقة التعاقدية وهذا الهدف هو استمرار المنشأة وتطويرها. 
ونفس الشيء نص عليه قانون العمل رقم 12لسنة 2003في الجزء الخاص بالسلامة والصحة المهنية وتأمين بيئة العمل ودور أطراف العملية الإنتاجية (أصحاب الأعمال-العمال-الحكومة) والذى يتلخص فيتحقيق أهداف المنشأة وهى زيادة الإنتاجية ومنع الأمراض والإصابات والحوادث والكوارث الصناعية، وبالتالي حماية البيئة الخارجية في المجتمع وأساسا حماية البيئة الداخلية في المصنع بجعلها بيئة عمل سليمة وآمنة،أي خالية من الملوثات مما يحمى الآلات والمنشآت وصحة العامل،وهذا بالتالي يؤدى الى تقليل نسب الغياب والانقطاع عن العمل وبالتالي تكون المخرجات هي زيادة الإنتاج والتنمية الاقتصادية. 
 وتدل القرارات التاريخية على أن العاملين قد عانوا الكثير والكثير من أخطار العمل وتعرضوا الي امراض واصابات مرضيه خطيره جدا ادت الي فقدان حياتهم في العمل، ولكن يمتد في بعض الأحيان إلى عدم وجود نظام تأميني يسمح للعاملين الذين يصابون أو يموتون في العمل بالحصول على أي مكافآت مالية أو معاشات أو استحقاقات تعوضهم أو ذويهم عما أصابهم من أضرار وحوادث وذلك نتيجة لعدم التأمين عليهم من قبل صاحب العمل.
 
 وهناك مفهوم خاطئ لدى بعض أصحاب الأعمال باعتقادهم بأن الأمن الصناعي عبئا زائدا على تكاليف الإنتاج أو هو خدمات بلا عائد،وبالتالي لا يعيرون موضوع الأمن الصناعي الاهتمام اللازم اعتقادا منهم بأن ذلك يؤدى الى توفير في تكاليف الإنتاج.
ولكن حينما تحدث الكارثة وينهار المصنع أو تنهار الشركة نتيجة حادث حريق أو انفجار...الخ، وما يترتب على ذلك من خسائر في الأرواح وأخرى غير منظورة. وبالتاليت دفع دول العالم أثمانا باهظة لتلك الحوادث في صورة معاناة بشرية وفنية واقتصادية،مما أكد على أن الأمن الصناعي عمل ضروري لابد من الأخذ به،ومن هنا نستطيع أن نؤكد على أن الأمن الصناعي ليس عبئا زائدا على تكاليف الإنتاج وليس مجرد خدمات بلا عائد،وإنما له مردوده وعائده المجزي،بل أنه من خلال تنفيذ اشتراطات السلامة والصحة المهنية نستطيع تقليل الأمراض المهنية ونمنع إصابات وحوادث العمل،وبالتالي نوفر ساعات العمل الضائعة نتيجة للإصابات والحوادث،وأيضا نقلل من التعويضات ومعاشات العجز ونفقات التأهيل المهني،ومجمل ذلك هو توفير لصاحب العمل والدولة أعباء هائلة يمكن تجنبها بأقل من ذلك هي تكاليف الأمن الصناعي
 

الخلفية التاريخية لعلم السلامه و الصحه المهنيه:-

يرى الباحثون والمتخصصون في هذا المجال أن الاهتمام بموضوعات الصحة المهنية والأمن الصناعي تطور في إطار الاهتمامات التالية:
لقد ظلم العبيد في اوروبا ظلما قاسيا حيث كان الاقطاعيون يؤجرون ما لديهم من عبيد  لأصحاب  الصناعات  نظير  الحصول  على  موارد  إضافية  للرزق  يحصل  عليها الإقطاعيون.
وصف أبو قراط- (470-270) قبل الميلاد - حال هؤلاء العبيد وهم يبتلعون الحصى ويعانون من آلام المغص المزمن خاصة لدى عمال استخراج المعادن وعمال الصباغة والحياكة والصيادين والفلاحين وغيرهم.
وبعد الميلاد جاء "بللينى" ليصف أعراض التسمم بالزنك والكبريت،ًويصف ايضا الأقنعة  الواقية  التي كانت  تستخدم  للوقاية  من  أعراض  التسمم  بالغازات  والأبخرة والأتربة.
 وفيما بين عام150إلى200ميلادية  كشف "جالينوا" حقائق كثيرة عن علم التشريح، كما بينت الحقائق أنه كاد أن يفقد حياته بسبب شدة أبخرة النحااس والدخان المتطاير حينما كان في زيارة لأحد مناجم النحاس  بقبرص.
وقد أعطى صورة لسلوك العمال عندما كانوا يتعرضون لادخنة الخطرة وذلك بقوله "كانوا يركضون بأقصى سرعة وهم يحملون النحاس المنصهر كي لا يدركهم الموت . 
"جورج أجريكولا" والذي اهتم بمزاولة مهنة الطب في مناطق المناجم،واستطاع أن يوصف الأخطار والأمراض التي يتعرض لها عمال المناجم.
وفى أواخر القرن السابع عشر ظهر الطبيب الإيطالي"رامازينى" والذي لقب بأبوقراط الطب  المهني ،والذي قدم  كتاب  عن  الأمراض  الخاصة  بشئون  الصناعة  والتجارة والزراعة وكان هذا الكتاب سبب شهرته وشيوع صيته. وقد تعرض هذا الكتاب بالبح  
في أكثر من مائة مرض يعاني منها عمال الزراعة والصناعة بصفة عامة،وقد بين مختلف طرق الوقاية والعلاج منها.
وفى تطور اجتماعي آخر في القرن الرابع ظهر نظام الطوائف المهنية والذي اهتم بتنظيم الحرف ومختلف ألوان الصناعة وقد امتد الاهتمام برعاية شئون العمال الصحية والاجتماعية وتحديد ساعات العمل ونظم الأجور ومراقبة الإنتاج.
وبعد ذلك انتشرت الورش الإنتاجية والتي تمثل مصانع صغيرة يمتلكها أصحاب رأس المال، وذلك خلال ما سمى بالثورة الصناعية في أوربا في النصف الثاني من القرن الثامن عشر، وقد صاحب ذلك سمى بحركة الإدارة العلمية والتي كان من أهم روادها فريدريك تايلر وهنريفايول وغيرهم، وقد اتسمت هذه المرحلة بالضغط الشديد على العمال وإهداء حقوقهم واعتبارهم وترا في آلات يعملون نظير مقابل مادي وحسب. وقد تسببت هذه المرحلة في ظلم كثير من العمال لدرجة الموت، وذلك ما دفع إحدى الصحف الأوروبية آنذاك "المورنتج ستار" أن تقول في أحد أيام 1868م." إن عبيدنا البيض الذين يجبرون على العمل الشاق الذي يودي بحياتهم...هؤلاء في الغالب يذبلون ويموتون في صمت وسكون." وبنهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ظهرت الأفكار والمبادئ التي تنادى بحقوق العاملين وتوفير البقية الآمنة فيً العمل سواء ماديا اجتماعيا ومعنويا وصحيا ...إلخ، وكانت حركة الهاوثورن ومدرسة العلاقات الإنسانية رائدة في هذا المجال، وذلك بقيادة إلتون مايو، ومن المصلحين الاجتماعيين في هذا الشأن شيستر برنارد وماكس فيبر والذين ركزوا على الجانب الاجتماعي في هذا الشأن.
وتعتبر المحاولات الأولى لحركة العلاقات الإنسانية والاجتماعية،هم المحرك الوحيد لظهور ما سمى بعد ذلك باسم النقابات العمالية والتي تطالب بحقوق العمال فيالأجر والتأمين عليهم وتوفير ظروف عمل صحية وآمنة له

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

يتم التشغيل بواسطة Blogger.